قصة قصيرة : أنت مرآة الوجود

      Comments 0  



كان يجلس رجل عجوز طاعن في السن على مدخل مدينة في بلاد بعيدة ، وعلى بعد أمتار منه كان هناك تاجر جوال يقوم بسقاية جماله قبل الانطلاق في جولته لبيع بضائعه.

وبينما كان العجوز يرفع رأسه للأعلى توقف أمامه شاب نظر إليه ثم سأله: "أيها الشيخ، كيف هم الناس في هذه المدينة؟"

رد العجوز عليه بسؤال: "كيف كان الناس في البلاد التي أتيت منها؟"

فقال الشاب : "لقد كانوا أشراراً وأنانيين. لم أكن أطيقهم ،ولذلك تركت لهم البلاد ورحلت."

قال له العجوز : " مع الأسف فسكان هذه المدينة أشرار وأنانيون أكثر مما يمكن أن تتصور."

حزن الشاب ثم ذهب في طريقه منكسراً متشائماً وعيون التاجر المتجول ترقبه.

بعد قليل، اقترب شاب آخر من العجوز، وانحنى جنبه. ثم سأله:  " أيها الشيخ كيف هم الناس في هذه المدينة؟"

رد العجوز عليه بسؤال: كيف كان الناس في البلاد التي أتيت منها؟

فأجاب الشاب: "لقد كانوا لطفاء وكرماء ، لقد تقطع قلبي على فراقهم."

قال له العجوز : " لا تحزن فسكان هذه المدينة ألطف وأكرم مما يمكن أن تتصور."

ارتسمت بسمة على وجه الشاب وكأن حملاً نزل عن ظهره ثم مضى في طريقه بكل نشاط وعيون ذات التاجر ترقبه.

فجأة جاء التاجر بسرعة غاضباً إلى العجوز وصرخ في وجهه : " أما تخجل من نفسك وأنت تنافق بعد كل هذا العمر؟ ...كيف ترد على السؤال نفسه بجوابين متناقضين تماماً؟"

رد العجوز : " من يفتح قلبه تتغير نظرته إلى العالم ، فكلّ إنسان يحمل عالمه في قلبه."
هل أعجبك الموضوع ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

جميع الحقوق محفوظة TH3 Professional security ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| اتفاقية الاستخدام