" رب الاسرة بين العسرة والميسرة "

جرت العادة أن يحتفل المسلمون في كل أصقاع الدنيا بحلول الاعياد والمناسبات الدينية التي يجري التحضير لها بشكل جيد ضمانا لمرورها على أكمل وجه وما من شك أن أي احتفال مهما كانت طبيعته يتطلب مصاريف مهمة قد تثقل كاهل الاسرة خاصة بالنسبة للأسر التي تتكون من عدد كبير من الافراد ومع ذلك يعمد رب الاسرة الى توفير هذه المصاريف لو تطلب الامر اللجوء الى الاقتراض هذه المناسبات والاعياد الدينية وإن كان توقيتها متباعدا فإنها تمنح الفرصة للأسرة قصد توفير المال اللازم للاحتفال بالمناسبة علما ان تقاليد الشعوب في هذا الصدد كثيرة، إذ من المتعارف عليه لدى بعض الشعوب ان الاعياد هي مناسبة لاقتناء الملابس والازياء وتقديم الهدايا خصوصا بالنسبة لصغار السن وهذا ما يعني مصاريف اضافية تنضاف الى المصاريف الاعتيادية مما يدفع المسؤول الاول عن الاسرة الى البحث عن مصادر لتمويل هذه المتطلبات وقد ينجح في ذلك طبعا   لكن عندما تنهال هذه المناسبات على الأسرة وتتصادف مع العطلة الصيفية بمصاريفها ومع الدخول المدرسي وما يتطلبه من اموال وتكاليف باهظة فإن الامور في مثل هذه الحالات قد تخرج عن السيطرة، ويجد الأب نفسه ملزما بتوفير ما يفوق طاقته وحينها يكون اللجوء للاقتراض امرا مفروغا منه ولا جدال فيه فتغرق الاسرة في بحر القروض الفسيح وتنهال عليها الضربات من كل حدب وصوب... انه خلل في تدبير شؤون الاسرة من الناحية المادية وغياب تام للوعي بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق رب الأسرة فهذا الاخير مطالب على الدوام بوضع مخططات على الامد البعيد وعلى ضوئها يواجه ازماته المادية وما من شك ان الحياة تراوح بين اليسر والعسر فلم لا يستغل ساعات يسره ويعمد إلى توفير القدر الذي يستطيع لمواجهة أيام العسر فبالرغم من ان أيام العيد هي ايام فرح وبهجة وسرور غير انها تنطوي على عسر مادي لا يشعر به سوى الأب والأم وهما هنا مسؤولان عن التدبير المعيشي لأسرتهما ومطالبين بقيادة الاسرة بشكل سليم تفاديا لضربات موجعة قد تسقطها أرضا فيتعذر عليها الوقوف مستقبلا إن الأسرة تشبه الجسد يظل صامدا رغم قسوة الظروف لكن ان توالت عليه الضربات فإن قواه تخور في لحظة ضعف فكذلك الاسرة ان توالت عليها المناسبات فإنها لن تقاوم تبعات المصاريف الباهظة وستجد نفسها على مشارف حافة الافلاس..

Partager

Tweet

هل أعجبك الموضوع ؟